وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٦٢) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٦٣) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا
____________________________________
لفائدتكم (وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ) من أمره ونهيه ، ومن صفاته وآثاره ، ومن ثوابه وعقابه (ما لا تَعْلَمُونَ) فاتبعوني حتى أهديكم إلى الحق.
[٦٤] وقد كان القوم يبدون التعجب من أقوال نوح عليهالسلام ، كيف يدّعي هذا المنصب الخطير؟ وكيف يخبر عن أشياء لم يعلموها؟ فكان يقول لهم : (أَوَعَجِبْتُمْ) الهمزة للاستفهام ، أي هل تتعجبون (أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ) أي بشر من جنسكم (لِيُنْذِرَكُمْ) ويخوّفكم من عذاب الله إن تمردتم وكفرتم (وَلِتَتَّقُوا) أي جاءكم الذكر لتتقوا وتجتنبوا عقاب الله والكفر والمعاصي (وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) أي لكي يرحمكم ربكم؟
[٦٥] (فَكَذَّبُوهُ) أي كذب القوم نوحا عليهالسلام فيما دعاهم إليه ، حتى أنهم كانوا يوسعونه ضربا ، وكان الرجل يأتي بابنه إلى نوح ، ويقول له : يا بني لا تؤمن بهذا (فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ) آمنوا (مَعَهُ) ـ وفي بعض الروايات : أنهم كانوا ثمانية ـ (فِي الْفُلْكِ) أي السفينة ، حيث أمره الله سبحانه فعمل سفينة وركب هو والمؤمنون فيها ، ثم أمطرت السماء ، وتفجرت العيون ، حتى أخذ الماء وجه الأرض ، وهلك الكفار بأجمعهم ، ثم يبست الأرض وخرج نوح والمؤمنون ، يعمرون الأرض بتقوى الله من جديد (وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي بدلائلنا الدالة