لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٥٩) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٦٠) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦١) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ
____________________________________
رسالات ربهم ، ولم يقبل قومهم منهم ، فأخذوا بالعذاب ، كما سبق في أول السورة (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها)(لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) حيث كان القوم يعبدون الأصنام والأوثان (ما لَكُمْ) أي ليس لكم (مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) فهو خالقكم الذي لا شريك له (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) أيها القوم ، إن لم تؤمنوا (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) إما المراد يوم القيامة ، أو عذابهم في الدنيا بالطوفان.
[٦١] (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ) أي الأشراف ، وسمّوا به لأنهم يملأون العيون والصدور هيبة وجمالا : (إِنَّا لَنَراكَ) يا نوح (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي انحراف واضح حيث تذر الأصنام وتعبد الإله الذي لم تره.
[٦٢] (قالَ) نوح لهم : (يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ) فلم أضلّ طريق الحق (وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) الذي يملك كل شيء فهو رب كل شيء ، وما لشيء سواه ملك ، فلا شريك له.
[٦٣] (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي) أي أؤدّي إليكم ما أمرني ربي بتبليغه ، وإنما جمعت الرسالات ، باعتبار كل وحي وحي (وَأَنْصَحُ لَكُمْ) أي أنصح