كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٥٧) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (٥٨)
____________________________________
(كَذلِكَ) أي كما أخرجنا بالماء الثمرات (نُخْرِجُ الْمَوْتى) من الأرض ، فنحييهم. وفي بعض الأحاديث : «تمطر السماء ماء ، فيسبب ذلك الماء إحياء الأموات ، بقدرة الله سبحانه» (١) (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) المعاد والآخرة ، وكأن «لعل» تفريع على إنبات الثمر من ماء السماء في الأرض الميتة ، بأن يكون ذلك سببا لتذكيركم بالآخرة.
[٥٩] (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ) ترابه الصالح للزرع (يَخْرُجُ نَباتُهُ) «نبات» فاعل «يخرج» ، أي يخرج زرعه حسنا ناميا (بِإِذْنِ رَبِّهِ) وأمره سبحانه ، بلا نكد ولا عناء ولا تعب (وَ) البلد (الَّذِي خَبُثَ) ترابه بأن كان سبخا أو ما أشبه (لا يَخْرُجُ) النبات (إِلَّا نَكِداً) قليلا عسرا لا ينتفع به ، وهكذا القلب الطيب ينمو فيه الخير والفضيلة نموا سريعا ممرعا ، والقلب الخبيث لا ينمو فيه الخير إلا قليلا عسرا (كَذلِكَ) أي كما بيّنا هذه الآية الدالة على كمال قدرة الله سبحانه (نُصَرِّفُ الْآياتِ) أي نقلبها ونبيّنها (لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) أي للشاكرين الذين يشكرون نعم الله سبحانه ، فإنهم المنتفعون بتصريف الآيات ، فغاية التصريف لهم دون غيرهم.
[٦٠] وإذ تمّ الدليل على وجوده سبحانه بما له من الصفات ، وأنه لا شريك له ، يأتي الكلام حول الأنبياء السالفين الذين بلغوا
__________________
(١) راجع بحار الأنوار ج ٧ ص ١٣.