وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (٤٥) وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (٤٦)
____________________________________
معناه يطلبون لطريق الله العوج بالشّبه التي يلتبسون بها ويوهمون أنها تقدح فيها (وَهُمْ) بالدار الآخرة (كافِرُونَ) لا يعتقدون بها.
[٤٧] (وَبَيْنَهُما) أي بين أهل الجنة وأهل النار (حِجابٌ) أي فاصل وستر (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ) الأعراف : هي الأمكنة المرتفعة ، أخذ من «عرف الفرس» ومنه «عرف الديك» وكل موضع مرتفع من الأرض عرف ، لأنه بظهوره أعرف مما انخفض ، وهؤلاء الرجال (يَعْرِفُونَ كُلًّا) من أهل الجنة وأهل النار (بِسِيماهُمْ) «السيماء» العلامة ، وهو فعل من «سام إبله» إذا أرسلها في المرعى معلّمة ، وإنما يعرفون كلا بسيماهم لأن أهل الجنة معلّمون ببياض الوجه والجلال والحفاوة ، وأهل النار معلّمون بعلامة على أنوفهم ـ كما قال سبحانه : (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (١) ـ ، والهيئة المنكرة ، والغبار على الوجوه كما قال سبحانه : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) (٢) ، وغيرها.
(وَنادَوْا) هؤلاء الذين على الأعراف (أَصْحابَ الْجَنَّةِ) الذين يرونهم من هناك آخذين في الذهاب إلى الجنة ، أو المستقرين فيها (أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) تهنئة لهم بفوزهم بالجنة (لَمْ يَدْخُلُوها) أي لم يدخل أصحاب الأعراف الجنة بعد (وَهُمْ يَطْمَعُونَ) كما قال
__________________
(١) القلم : ١٧.
(٢) عبس : ٤١.