وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٧) وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى
____________________________________
سبحانه عن لسان إبراهيم عليهالسلام : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي) (١) ، فإنه يستعمل لليقين والرجاء.
[٤٨] (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ) توجهت أنظار أصحاب الأعراف (تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ) الذين أخذوا في الذهاب إلى جهنم ، أو المستقرين فيها (قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) فلا تدخلنا النار ، ولا تجعلنا من أهلها. وقد وردت أحاديث متعددة أن المراد بأصحاب الأعراف الأنبياء والأئمة عليهمالسلام وظاهر الآية لا يأباه (٢).
[٤٩] (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ) الذين عليها (رِجالاً) من أصحاب النار (يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) بعلاماتهم ، وأنهم من رؤساء المشركين ، والمراد بالعلامات ، إما العلامات التي كانوا معلّمين بها في الدنيا ، أي صورهم التي كانوا يعرفونهم بها ، وإنما عبر بلفظ «سيماهم» لأنهم تغيروا هناك فلا يعرفون إلا السحنة وسائر العلامات ، وإما العلامات التي وسموا بها في الآخرة ، من الزرقة ، وغبار الوجه وتشوية الخلقة.
(قالُوا) أي قال أصحاب الأعراف لأولئك المجرمين : (ما أَغْنى
__________________
(١) الشعراء : ٨٣.
(٢) ورد كلمة الأنبياء عن العلامة المجلسي في بحار الأنوار : ج ٨ ص ٣٣١ ، وكما ورد كلمة الأئمة في رواية عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نحن أصحاب الأعراف : راجع بصائر الدرجات ص ٤٩٩.