أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً
____________________________________
أي أهل الجنّة ، أهل النّار ، والإتيان بلفظ الماضي «نادى» لأنّ المستقبل المتحقّق الوقوع ينزّل منزلة الماضي : (أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا) فقد أعطينا الثواب والجنة كما كنا نوعد في الدنيا (فَهَلْ وَجَدْتُمْ) أنتم يا أهل النار (ما وَعَدَ رَبُّكُمْ) من العقاب (حَقًّا) والوعد وإن كان بالنسبة إلى كلتا الطائفتين إلا أن انحراف العاصين وإعراضهم ، واهتداء المطيعين إلى الطريق ، أورث توجه الوعد إلى أهل الجنة ، والوعيد إلى أهل النار (قالُوا) أي قال أصحاب النار : (نَعَمْ) وجدنا وعد ربنا حقا (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) أي نادى مناد (بَيْنَهُمْ) أي بين أهل الجنة وأهل النار (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ـ وفي الأحاديث أن المؤذن هو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام (١) ـ ، والمراد ب «لعنة الله» غضبه وانتقامه وطرده وعذابه ، وإنما ينادي المنادي بهذا النداء ليذكرهم بما كانوا يفعلون ، ومن أجله استحقوا العقاب.
[٤٦] ومن هم الظالمون؟ إنهم هم (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي يمنعون الناس عن السير في الطريق الذي جعله الله لعباده ، ليسعدوا بسلوكه في الدنيا والآخرة (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) أي يطلبون الطريق المعوج ، فلا يسيرون في الطريق المستقيم ، فالضمير في «يبغونها» راجع إلى المضاف وهو «السبيل» لا المضاف والمضاف إليه ، وقيل :
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٤٢٦.