فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٤٤) قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً
____________________________________
حضورا (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) فإن من ينسب إلى الله سبحانه حكما بالكذب هو أظلم الناس لنفسه. وقد تقدم أن التفضيل هنا نسبي لا واقعي (لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) فيوقع الناس في الضلالة ، ولا علم له بصحة عمله ، بل يعلم بطلانه أو يظن ما يقوله ظنا (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) بل يتركهم وشأنهم حتى يتمادوا في غيهم وضلالهم.
[١٤٦] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَ) أي ما أوحى به الله سبحانه في باب تحريم هذه الأشياء التي تتناولونها أنتم والتي تحرمونها (مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) أي على آكل يأكله ، فكل ما تذكرون تحريمه باطل ، بل هو حلال طيب (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً) غير مذكّى شرعا (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) أي مصبوبا ، وإنما خص المسفوح بالذكر ، لأن ما اختلط باللحم مما يعسر تخليصه منه محلل مباح (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) ومن المعلوم أن ذكر اللحم من باب المثال ، وإلا فشحمه وسائر أجزائه أيضا حرام (فَإِنَّهُ) أي كل واحد من هذه المحرمات ، أو خصوص لحم الخنزير (رِجْسٌ) أي قذر منفور منه (أَوْ فِسْقاً) عطف على «ميتة» أي لحما يكون أكله فسقا ، لأنه خلاف إباحة الله ، وذلك