اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١) أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها
____________________________________
اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) من الذبائح التي تذبح بدون التسمية (وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) وخروج عن طاعة الله تعالى (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ) أي يلقون خفية (إِلى أَوْلِيائِهِمْ) أي : في قلوب الذين اتبعوهم من الكفّار (لِيُجادِلُوكُمْ) قائلين : كيف تأكلون أيها المسلمون مما تقتلونه أنتم ولا تأكلون مما قتله الله ، وقتيل الله أولى بالأكل من قتيلكم؟ (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ) في أكل الميتة (إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) لأنّ استحلال الميتة يوجب الكفر ، أو المراد : أنكم مثلهم ، لا مثل المؤمنين ، وهذا تعبير خطابي ، ولعل هذا أقرب لأن الاستحلال يوجب الكفر لا الشرك.
[١٢٣] ثم ذكر سبحانه مثل الفريقين ، المؤمنين والكفار (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً) بالكفر (فَأَحْيَيْناهُ) بالإيمان ، فإن الكفر شبه الموت حيث أن الكافر لا يأتي منه العمل الصالح ، والإيمان شبيه بالحياة لذلك (وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً) منهاجا ينير به دروب الحياة (يَمْشِي بِهِ) أي بذلك النور (فِي النَّاسِ) فيعرف كيف يمشي وكيف يعاشر ، لا كالأعمى الذي يصطدم بهذا وذاك (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ) أي كالكافر الذي هو مثل الشخص الذي لا نور له بل يمشي في الظلمات ، فمن في الظلمة شبّه بالكافر ، لأن ظلمة الكفر أشد من ظلمة عدم النور ، وإن الكافر لا يعرف سبيل الحياة السليمة ولذا فهو دائم المشاكل والمصادمات (لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) إذ