صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١١٥) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (١١٦)
____________________________________
البشر ، تم بإنزال هذا الكتاب ، فليس وراءه كتاب آخر وكلمة أخرى (صِدْقاً وَعَدْلاً) فما فيه من الأخبار صدق لا يشوبه كذب ، وعدل لا يشوبه انحراف وزيغ ، فكل خبر يخالف إخباره عن المبدأ وعن المعاد وعن الرسالة وعن العدل وعن الخلافة وعن غيرها ، فهو كذب ، وكل حكم يخالف حكمه فهو زيغ وباطل (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) فإن كلمات الله سبحانه هي الميزان لكل شيء فلا أحد يبدّل كلماته تعالى بالزيادة والنقصان ، تبديلا صحيحا ، ومن بدّل فهو المنحرف الضال (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوال الناس (الْعَلِيمُ) بكل ما يفعلون فيجازيهم حسب أعمالهم وأقوالهم.
[١١٧] إن الميزان هو كلمات الله سبحانه ، فليس هناك حق فيما عدا ذلك (وَ) لذا (إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) لأن غالب الناس كفّار أو ضالين ، فاتّباعهم موجب للكفر والضلال ، نعم هناك قلة لم يخل منهم زمان ، هم الآخذون بأحكام الله تعالى ، فإطاعتهم هي إطاعة الله ، ولا يوجب اتباعهم ضلالا وزيغا (إِنْ يَتَّبِعُونَ) أي ما يتّبع هؤلاء الكثرة من الناس (إِلَّا الظَّنَ) فليس لهم حجة وبرهان في كفرهم وضلالهم ، وإنما يرجّحون ظنّا ما يعتقدونه ، أو يعملون به (وَإِنْ هُمْ) أي ما هم (إِلَّا يَخْرُصُونَ) «الخرص» هو التخمين ، أي يقولون تخمينا لا اعتقادا وجزما.