وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣) أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
____________________________________
بمنهجهم فلا يميلوا إلى الحق (وَلِيَقْتَرِفُوا) أي يرتكبوا من الكفر والمعاصي (ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ) أي الشيء الذي يرتكبون. وجملة المعنى أن وسوسة الشياطين لأجل أن يغروا الناس ، ويستميلوا قلوبهم ، ويرضون عن طريقتهم ، ويرتكبون الآثام.
[١١٥] إنّ هناك شخصين متعاديين الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي لا يؤمن بالآخرة ، فمن الحكم بينهما؟ وهنا يأتي الجواب أن الحكم هو الله وحده ، قل يا رسول الله لهؤلاء : (أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً) أي أطلب سوى الله حاكما (وَهُوَ) أعلم الحكّام (الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً) فيه ما يحتاج إليه الإنسان ، يفصل بين الحقّ والباطل ، ومعنى التفصيل : تبيين المعاني بما يوجب رفع الاشتباه. ومن المعلوم أن القادر على تنزيل الكتاب ، هو الذي يتخذ حكما (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ) أي أعطيناهم (الْكِتابَ) من اليهود والنصارى (يَعْلَمُونَ أَنَّهُ) أي الكتاب وهو القرآن (مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) وليس كلام الآدميين ، وتخصيص أهل الكتاب ، لأن علمهم يقتضي أن يعرفوا ذلك ، فإنه «إنما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه» (فَلا تَكُونَنَ) يا رسول الله (مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي الشاكين. ومن المعلوم أن النبي لا يشك وإنما المراد به السامع ، وإن كان الخطاب موجها إلى الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١١٦] (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) بالقرآن الكريم ، فما أراده الله سبحانه من