كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٠٨) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ
____________________________________
كانوا يسبونه ، ويتخذون آلهة سواه؟ (كَذلِكَ) الاعتقاد بالآلهة الباطلة (زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) فإن كل إنسان يرى عمله حسنا ، ولو تفكر وقارن رأى الصحيح من عمله وأباطيله. ونسبة التزيين إلى الله سبحانه لأنه هو الذي يخالف الخلق وسبب الأسباب ، وذلك للامتحان ، وليتبين من يخالف نفسه ومن يتبع هواها (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ) فإن الجميع يرجعون إلى حساب الله سبحانه ، وثوابه وعقابه (فَيُنَبِّئُهُمْ) أي يخبرهم (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) من الأعمال الحسنة والقبيحة ، ومعنى ذلك أنه يجازيهم بأعمالهم ، كما تقول لابنك العاصي : «أخبرك بما عملت ...» تريد التهديد والوعيد.
وهنا سؤال : كيف نهى الله عن سبّ الأصنام ، وفي القرآن كثير من القدح فيهم؟
والجواب : إن الفرق بين سبّ الحكيم وسبّ الجاهل أن الأول يعرف موقع السب ، بخلاف الثاني ، كما لو نهى القاضي عن ضرب الناس ، ورأينا أنه يضرب بنفسه لحدّ أو قصاص ، فإن الأمرين لا يتنافيان.
[١١٠] (وَأَقْسَمُوا) أي حلف الكفار (بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) أي أيمانهم الغليظة (لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ) أي معجزة خارقة حسب ما طلبوا من مقترحاتهم (لَيُؤْمِنُنَّ بِها) أي بتلك الآية (قُلْ) يا رسول الله لهم : (إِنَّمَا الْآياتُ) الخارقة (عِنْدَ اللهِ) ومن لدنه ، وليس لدي منها شيء ،