تَسْتَكْبِرُونَ (٩٣) وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤)
____________________________________
(تَسْتَكْبِرُونَ) فلا تخضعون لأحكامه وأنبيائه ، وجواب «لو» محذوف للتهويل ، أي : لو رأيت ذلك لرأيت أمرا فظيعا مريعا.
[٩٥] وهنا يوجّه الباري سبحانه كلامه إليهم (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا) أيها الظالمون (فُرادى) أي في حال كونكم وحدانا لا مال لكم ولا مدافع ، بل واحدا واحدا (كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) حين جئتم إلى الدنيا (وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ) أي ما أعطيناكم من المال والأقرباء والخدم (وَراءَ ظُهُورِكُمْ) في دار الدنيا ، فإن الإنسان باعتبار إقباله على الآخرة تكون الدنيا وراء ظهره (وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ) الذين اتخذتموهم لأنفسكم شفعاء يشفعون لكم يوم القيامة (الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ) أي الأصنام التي كان المشركون يزعمون أنها شركاء الله سبحانه في الخلق والرزق وقضاء الحوائج ، وقد كان المشركون يقولون : إنّ هذه الأصنام تشفع لنا يوم القيامة. وورد أن سبب نزول هذه الآية أن النضر قال : سوف يشفع لي اللّات والعزّى.
(لَقَدْ تَقَطَّعَ) أيها الظالمون (بَيْنَكُمْ) وبين الأصنام فلا مواصلة تنفع للشفاعة (وَضَلَّ عَنْكُمْ) أي ضاع وتلاشى (ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) من الآلهة المزعومة فلا تجلب نفعا ولا تدفع خيرا.
[٩٦] إن أصنامكم لا تشترك مع الله في الخلق ولا في أي شيء من الشؤون