وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩٢) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ
____________________________________
الإيمان بالآخرة يوجب خوفا في القلب ، ينبعث منه اتباع الحق أينما وجد ، وفيه تعريض بمن لا يؤمن من أهل الكتاب ، فإنه غير مؤمن بالآخرة (وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) فيؤدونها لأوقاتها ، فمن يترك الصلاة ليس بمؤمن بالآخرة والقرآن ، وإن ادّعى الإيمان.
[٩٤] وحيث كان الكلام حول الوحي ، ومن قال بعدم الوحي إطلاقا ، ناسب ذلك التنديد بمن قال بالوحي كذبا ، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) نزلت في ابن أبي سرح الذي استعمله عثمان على مصر وقد هدر رسول الله دمه وكان حسن الخط من كتابة الوحي فإذا قال له الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتب : (أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) كتب : «إن الله عليم حكيم» وهكذا ، وكان يقول للمنافقين : إني أقول من نفسي مثل ما يجيء به. ثم ارتد كافرا إلى مكة وصار من الطلقاء يوم فتح مكة. ثم لا يخفى أن قوله سبحانه «ومن أظلم» على سبيل الحصر الإضافي ، كقوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) (١) ، وغيره.
(أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) كمسيلمة الكذاب الذي ادّعى النبوة كذبا ، وكغيره ممن ادّعى هذا المنصب افتراء ، نحو : (وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) من الآيات أو الأحكام.
في «المجمع» : قيل : المراد به عبد الله بن سعد بن أبي سرح ،
__________________
(١) البقرة : ١١٥.