وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها
____________________________________
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له النبي : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى أما تجد في التوراة أن الله سبحانه يبغض الحبر السمين ـ وكان اليهودي سمينا ـ فغضب وقال : ما أنزل الله على بشر من شيء. فقال له أصحابه : ويحك ولا موسى؟ فأنزل الله هذه الآية (١) (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) أي ما عظموه سبحانه حق تعظيمه الذي يليق به (إِذْ) نسبوا إليه الكذب ف (قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) أي لم ينزل على رسول كتابا من السماء ، كما قال ذلك اليهودي. إن معنى عدم إرسال الرسل ، وإنزال الكتب أن الله خلق الخلق عبثا واعتباطا. ومن المعلوم أن نسبة العبث إلى شخص عادي موجب لإهانته وعدم تقديره ، فكيف بالله الحكيم العليم؟! (قُلْ) يا رسول الله لإبطال كلامهم ف (مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى) عليهالسلام أليست التوراة من إنزال الله تعالى ، وإنما ذكرها لكون طرف الكلام يهوديا (نُوراً وَهُدىً) أي في حال كون كتابه عليهالسلام نور يهدي الناس إلى مناهج الحياة الصحيحة ، وهداية (لِلنَّاسِ) إلى الحق (تَجْعَلُونَهُ) أي تجعلون ذلك الكتاب (قَراطِيسَ) أي تكتبونه ، وهذا لزيادة التأكيد ، أي : فكيف تنكرون ما تلقيتموه أنتم بالقبول ، وكنتم تكتبونه في قراطيس باعتبار أنه كتاب سماوي منزل من عند الله سبحانه؟ (تُبْدُونَها) أي تظهرون بعضها ، حيث كانوا يكتبون بعض الأحكام
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩ ص ٨٩.