فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْعالَمِينَ (٩٠)
____________________________________
هداهم الله ، والتكرار هنا مقدمة لقوله سبحانه (فَبِهُداهُمُ) يا رسول الله (اقْتَدِهْ) في أسلوب الدعوة والصبر على الأذى والاهتمام بالأمر ، وهذا كتسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وإشارة إلى أن الأنبياء السابقين ابتلوا بما ابتلي به ، بالإضافة إلى أن الاقتداء بهم في هدى الله سبحانه ، لا فيما هو من عند أنفسهم ، حتى يقال : كيف يؤمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالاقتداء بمن هو دونه في الفضيلة.
إنه قيام بالوظيفة لأمر الله سبحانه ولحسابه الخاص ، فالأجر منه وحده (قُلْ) يا رسول الله لمن تبلغهم : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) أي لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة وأداء الوحي ثمنا وأجرة (إِنْ هُوَ) أي ما تبليغ الوحي (إِلَّا ذِكْرى) أي تذكيرا (لِلْعالَمِينَ) الذين هم في زماني وبعد زماني. وكونه تذكيرا باعتبار ما أودع في الإنسان من الفطرة الدالة على توحيده سبحانه.
وهنا سؤال : كيف يمكن الجمع بين هذه الآية وبين قوله : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (١).
والجواب : إن إطلاق الأجر على المودة مجاز ، وقد كان إرجاع الناس إليهم لصالح الناس ، حيث إنهم الهداة المصلحون.
[٩٢] وحيث ذكر سبحانه أنه أعطى الأنبياء الكتاب ، ردّ على من زعم أنه سبحانه لم ينزل كتابا. فقد ورد أن حبرا من أحبار اليهود جاء إلى
__________________
(١) الشورى : ٢٤.