وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (١٥٤) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ
____________________________________
أخذ الميثاق منهم (وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ) أي باب القرية (سُجَّداً) أي في حال السجود ، اسجدوا وادخلوا الباب (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا) أي تعتدوا (فِي السَّبْتِ) باصطياد السمك ، فقد كان ذلك محرما عليهم (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ) أي من أهل الكتاب المتقدم ذكرهم (مِيثاقاً غَلِيظاً) أي عهدا أكيدا بأن يسمعوا الأوامر وينزجروا عن النواهي. وقد تقدم بعض الكلام حول الأمور المذكورة في سورة البقرة.
[١٥٦] ثم ذكر سبحانه أن اليهود بأعمالهم القبيحة استحقوا عقاب الدنيا وعقاب الآخرة أما عقاب الدنيا فتحريم الطيبات عليهم وأما عقاب الآخرة فالنار المهيأة لهم ، فقوله سبحانه : (فَبِما نَقْضِهِمْ ..) إلى آخر الآيات» متعلق بقوله : (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ ..)(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) أي بسبب نقض اليهود معاهدتهم مع الله بأن يعملوا بكل ما في التوراة من الأحكام فإنهم لم يعملوا بغالب أحكامها أصولا وفروعا (وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ) التي أقامها على صدق أنبيائه ككفرهم بأدلة نبوة عيسى عليهالسلام (وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) فإنهم كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا يقتلون وفريقا يكذبون وكلمة «بغير حق» للتوضيح لا للتأكيد إذ قتل الأنبياء لا يكون بالحق أبدا (وَ) بسبب (قَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ) جمع «أغلف» أي في غلاف من دعوتك يا محمد ، فلا نفهم ما تقول ، كالشيء المغلف الذي لا يصل إليه شيء من الخارج ، فقد كانوا