مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً (١٥٣) وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ
____________________________________
مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ) فهل آمنوا بموسى عليهالسلام لما آتاهم الكتاب من السماء؟ كلا بل سألوه شيئا أكبر من ذلك (فَقالُوا) له عليهالسلام : (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) حتى نشاهده بأعيننا (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) بسبب ظلمهم وتجرّؤهم على ساحة قدس الله وجلاله ، فقد جاءت صاعقة وأماتتهم جميعا ـ كما تقدم في سورة البقرة (١) ـ (ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ) إلها عبدوه من دون الله سبحانه (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ) أي الأدلة الواضحة على الربوبية والنبوة ، من نجاتهم من بني إسرائيل ، وتفريق البحر لهم ، وما رأوا من معجزات العصا وغير ذلك (فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ) بما تقدم في سورة البقرة من أمرهم بقتل بعضهم بعضا ، ولكن لم ينفعهم ذلك أيضا بل بقوا معاندين قساة جفاة (وَآتَيْنا مُوسى) أي أعطيناه (سُلْطاناً مُبِيناً) أي حجة واضحة تبين صدقه ونبوته ، ومع ذلك لم يؤمنوا.
[١٥٥] (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) أي جبل الطور حيث اقتلع جزء منه ورفع فوق رؤوس بني إسرائيل تخويفا لهم حتى يأخذوا الأحكام ويقبلوا التعاليم بسبب ميثاقهم أي عهدهم ، ولعل المراد : حين إرادة
__________________
(١) البقرة : ٥٦.