وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (١٣٧) بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ
____________________________________
و (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) (١) (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) أي طريقا إلى الجنة والخلاص ، كما قال سبحانه : (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً* إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ) (٢) ويحتمل أن يكون المعنى : «أنه يخذلهم في الدنيا ولا يلطف بهم عقوبة لهم على كفرهم ، فلا يهتدون إلى الحق بعد ما تكرر منهم الإيمان والكفر».
[١٣٩] (بَشِّرِ) يا رسول الله (الْمُنافِقِينَ) الذين هم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ـ خلافا لما تقدم من قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) والبشارة هنا مجاز للاستهزاء ، كما يقال للزنجي : كافور (بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) يؤلمهم جسديا ونفسيا. ولعلّ هذه الآية تدل على كون الآية المتقدمة في شأن المنافقين ، وأن المراد بالكفر ، الكفر القلبي الذي كانوا يراوحون فيه بين الإذعان والكفر ، مع التحفظ على ظاهرهم في الإيمان.
[١٤٠] وبمناسبة النفاق ، ذكر الله سبحانه أظهر ميزات المنافق ، فقال : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ) وأحباء من صميم القلب (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) أي لا يتخذون المؤمنين أولياء ، بل يعاملونهم معاملة ظاهرية فقط لتأمين حياتهم ، وإنما قلوبهم مع الكفار وميلهم إليهم (أَيَبْتَغُونَ) أي هل يطلبون (عِنْدَهُمُ) أي عند الكفار (الْعِزَّةَ)
__________________
(١) النساء : ٤٩.
(٢) النساء : ١٦٩ و ١٧٠.