فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٣٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي
____________________________________
سبحانه أولى بالغني والفقير وأنظر لحالهما من سائر الناس ، ومع ذلك فقد أمركم بالشهادة على الحق فلا بد من ملاحظة أمره ، لا مراعاة الغني لغناه والفقير شفقة عليه (فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى) أي هوى النفس في الحكم الجائر (أَنْ تَعْدِلُوا) أي لأن تعدلوا ، قالوا : وذلك كقولهم : «لا تتبع هواك لترضي ربك» ، أو المعنى : «لا تتبعوا الهوى في أن تعدلوا من الحق» (وَإِنْ تَلْوُوا) من «لوى يلوي» ، بمعنى الانحراف ، أي أن تنحرفوا أيها المؤمنون ـ في حال الحكم ـ عن الحق (أَوْ تُعْرِضُوا) عن الحق إطلاقا. ولعل الفرق أن «اللّيّ» الانحراف اليسير ، و «الإعراض» الانحراف مطلقا (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) فيعلم الانحراف والإعراض ويجازيكم عليهما ، كما يعلم إقامتكم للحق.
[١٣٧] ثم أنه سبحانه بعد أن ذكر لزوم القيام بالقسط ، بيّن لزوم الإيمان الحقيقي عن قلب وعقيدة ، ولا يكون ذلك القيام بالقسط إلا إذا توفر في الإنسان ذلك الإيمان (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في الظاهر ، فإن الخطاب موجّه إلى كل من أظهر شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ومن المعلوم أن كثيرا منهم كانوا مؤمنين لفظا فقط (آمَنُوا) إيمانا راسخا وعقيدة في الجوارح والجوانح (بِاللهِ وَرَسُولِهِ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَ) آمنوا ب (الْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ) وهو القرآن الكريم (وَالْكِتابِ الَّذِي