وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً (١٣٤)
____________________________________
على ما تريدون من غيره (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) أي أنه أحسن وكيل وأكفى وكيل ، فلا يحتاج الإنسان إلى وكيل آخر إذا وكله سبحانه في أمره. وقد قيل في وجه التكرار في الآيتين ثلاث مرات أن الأولى : لإيجاب طاعته ، حيث له كل شيء والمالك تجب طاعته على المملوك ، والثانية : لأن الخلق محتاجون إليه وهو الحميد المطلق ، فن ذلك لا يكون إلا لمن له كل شيء ، والثالثة : لبيان أنه يكفي توكيله مطلقا ، فإن ذلك لا يكون إلا لمن يملك كل شيء.
[١٣٤] (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ) إنه في غنى عنكم ، وقدرته تعمّكم فناء وإيجادا ، فإن أراد أذهبكم وأفناكم وأهلككم (وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) أناسا آخرين يوجدهم من العدم (وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً) يقدر على إنفاذه.
[١٣٥] ولقد كان المنافقون يتبعون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للغنيمة وللتحفظ على دنياهم ، وحيث تقدم أن لله ما في السماوات والأرض ، ذكّرهم بأن الإطاعة توجب خير الدنيا والآخرة ، فلم لا يسلكون أنفسهم في سلكها (مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا) أي منافعها ، فإن الثواب من «ثاب» بمعنى رجع ، لأن الثواب جزاء العمل الصادر من الإنسان ، يرجع إليه (فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) إذ يملك الجميع وبيده أزمة الكل ، فلم لا يطيعون حتى ينالوا الأمرين (وَكانَ اللهُ سَمِيعاً) لأقوالهم (بَصِيراً) بأعمالهم.