وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ
____________________________________
وإحاطة بالقدرة ، إذ المحيط بالشيء يقدر عليه.
[١٢٨] قد سبق قوله سبحانه : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) (١) وقد سبق الكلام في الآيات التالية حول هذا الموضوع مع شيء من الاستطراد. ثم يأتي السياق ليبين بعض أحكام النساء ، فإنه من الحكم بين الناس بما أراه الله سبحانه (وَيَسْتَفْتُونَكَ) يا رسول الله (فِي النِّساءِ) أي يسألونك الفتوى ـ وهو تبيين المشكل من الأحكام ـ فقد سألوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الواجب لهن وعليهن وكيفية معاشرتهن (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَ) أي في النساء وإنما نسب الجواب إلى الله سبحانه لتقوية إفادة أن الحكم لا يصح إلا من الله سبحانه ، فليس لأحد أن يحكم إطلاقا ، وقد سئل مثل هذه الأسئلة في غير الأحكام فجاء الجواب بدون النسبة إليه تعالى ، نحو : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (٢) (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) (٣) (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) (٤) وهكذا.
(وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) عطف على «الله» أي أن الفتوى في باب النساء تأخذونه من الله سبحانه بما سيأتي ، وتأخذونه بما تلي عليكم في القرآن سابقا ، فقد سبق في ابتداء السورة (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) (٥) ، (وَآتُوا الْيَتامى
__________________
(١) النساء : ١٠٦.
(٢) الإسراء : ٨٦.
(٣) البقرة : ٢١٦.
(٤) البقرة : ١٩٠.
(٥) النساء : ٤.