وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (١٢٤) وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ
____________________________________
(وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) فلا أحد يتولى أمره وينصره.
[١٢٥] ولما كان الأمر محتملا لأن يشمل أهل الكتاب إذا لم يعملوا سوءا طبقا للمفهوم من الآية السابقة ، ذكر سبحانه أن من شروط قبول الأعمال الخيرة الإيمان الكامل (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ) أي بعض الصالحات فإن الصالحات كلها لا يمكن أن يؤتى بها (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) ولعل التنصيص هنا لإفادة العموم ، ولدفع وهم جري التقاليد الجاهلية ، التي كانت تقضي بأكل الرجال ثمار الأعمال الطيبة للنساء ، وحرمان النساء من الحقوق (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) ـ بما في الكلمة من معنى ـ لا إيمان ببعض الأصول دون بعض (فَأُولئِكَ) العاملون المؤمنون (يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) أي قدر نقير ، وهو النكتة الصغيرة المنخفضة في ظهر النواة التي منها تنبت.
[١٢٦] ثم بيّن سبحانه فوائد الإيمان ومزاياه وأنه أحسن من جميع الطرق والمذاهب (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً) الدين هو الطريقة التي يسلكها الإنسان في حياته لأجل نيل السعادة ، والاستفهام في معنى الإنكار أي ليس أحد أحسن طريقة (مِمَّنْ أَسْلَمَ) وأخضع (وَجْهَهُ لِلَّهِ) والمراد بالوجه : الذات والنفس ، وإنما ذكر الوجه لأن خضوع الوجه كاشف عن خضوع الذات ، ومعنى إسلام الوجه الإيمان بالله حيث أنه اعترف