فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً (٩٧) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (٩٨) فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً (٩٩)
____________________________________
وبشرائعه. (فَأُولئِكَ) الذين سبق وصفهم (مَأْواهُمْ) مرجعهم ومحلهم (جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً) أي أنها مصير سيئ لعذابها وأهوالها.
[٩٩] ثم استثنى سبحانه من هؤلاء من لا يتمكن من المهاجرة فإنه ليس مكلفا ، وإنما أمره إلى الله تعالى (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ) الذين استضعفهم الكفار في بلادهم (مِنَ الرِّجالِ) العجزة (وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) وهاتان الطائفتان في طبيعتهم العجز عن الفرار والهجرة (لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً) أي علاجا لأمرهم وفكّا لأنفسهم من سلطة المشركين (وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) للفرار والهجرة.
[١٠٠] (فَأُولئِكَ) العاجزون من المستضعفين (عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) أي لعلّ الله سبحانه يغفر لهم ذنبهم ، ودخول «عسى» في مثل هذه الآية للدلالة على كون الأمر بيد الله سبحانه ، وأنه كان قادرا أن يأمرهم بما يحرجهم من وجوب خروجهم وإظهار دينهم ، وإن بلغ بهم الأمر ما بلغ ، ولا يقال : إن كان المراد بالمستضعفين الكفار فكيف يعفى عن الكفر؟ لأن الدليل العقلي والنقلي قد دلّ على امتحان الضعفاء والعجزة والبله ومن إليهم في الآخرة ، وذلك بخلاف الكافر المعاند الذي مصيره النار حتما (وَكانَ اللهُ عَفُوًّا) يعفو عمن يشاء (غَفُوراً) يغفر