وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٩٦) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها
____________________________________
المجاهد بإعطائه النعم الكثيرة (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) فيغفر للمجاهد ذنوبه السابقة ويرحمه برحمته الواسعة. قال البعض : إن المراد بالدرجة الأولى علو المنزلة ، كما يقال : فلان أعلى درجة عند الخليفة من فلان ، وأراد بالثانية الدرجات في الجنة التي بها يتفاضل المؤمنون.
[٩٨] ثم يأتي السياق إلى طائفة أخرى من القاعدين الذين لم يعدهم الله الحسنى ، بل وعدهم العذاب لأنهم هم السبب في ظلم الكفار لهم وسلبهم حقوقهم (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) أي تقبض الملائكة أرواحهم ، فإن لملك الموت أعوانا ، كما ورد في السنة ، ودلت عليه هذه الآية (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) أي في حال كونهم ظالمين لأنفسهم ، لأنهم بقوا في دار الهوان حيث يسومهم الكفار العذاب ويمنعوهم من الإيمان بالله والرسول ، وقد كان بإمكان هؤلاء أن يهاجروا إلى دار الإيمان ويؤمنوا. ولعل الآية أعم منهم ومن المؤمنين الذين بقوا في دار الكفر ولا يتمكنون من إظهار واجبات الإسلام والعمل بما أوجبه الله سبحانه (قالُوا) أي قالت الملائكة لهم عند قبض أرواحهم : (فِيمَ كُنْتُمْ) أي في أي شيء كنتم من أمر دينكم ، وهو استفهام تقريري توبيخي (قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) يستضعفنا أهل الشرك في بلادنا فلا يتركوننا لأن نؤمن ، أو لا يتركوننا نعمل بالإسلام (قالُوا) أي قالت الملائكة لهم : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) حتى تخرجوا من سلطة الكفار ، وتتمكنوا من العمل بالإسلام