السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٩٤)
____________________________________
السَّلامَ) أي حياكم بتحية الإسلام وأظهر لكم أنه مسلم واعتزلكم فلم يقاتلكم : (لَسْتَ مُؤْمِناً) حقيقة وإنما إيمانك صرف لقلقة لسان خوفا من القتل (تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) أي هل تطلبون الغنيمة والمال ، حيث تنكرون إسلام من ألقى إليكم السلام؟ فيكون الكلام على الاستفهام التوبيخي ، أي لماذا تقتلون مظهر الإسلام لغنيمته الزائلة التي هي عرض الحياة الدنيا؟ أو أن الاستفهام ليس توبيخيا بل على ظاهره ، أي إن كنتم تطلبون المال (فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) جمع «مغنم» وهي الغنيمة في الدنيا بما ستحوزونه من الكفار ، وفي الآخرة ، وفسرت الغنيمة لغة بأنها الفائدة (كَذلِكَ) الذي ألقى إليكم السلام (كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) فإنكم كنتم كفارا كما كان هو كذلك (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ) بأن هداكم إلى الإيمان ، فكما لم يصح لأحد أن يقول : إن إيمانكم عن خوف ، كذلك لم يصح لكم أن تقولوا : إن إيمان من ألقى إليكم السلام عن خوف ، وإذا علمتم خطإكم في هذه المرة (فَتَبَيَّنُوا) من بعد. وقد كرّر اللفظ تأكيدا ، ولكي يقع الكلام موقع القبول بعد قيام الحجة ، فكان «تبينوا» في الأول مجرد أمر و «تبينوا» هنا بعد الدليل والبرهان على لزوم التبيّن عقلا (إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) فهو يعلم أعمالكم وبواعثها ، فراقبوا الله في كل عمل تقومون به.
[٩٦] ثم يأتي السياق ليبين فضل المجاهدين تحريضا على الجهاد وتحفيزا