يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١٦٤) أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا
____________________________________
لا الملائكة والجن ـ تشريف لهم وإظهار لفضل هذا النوع ، وحيث أن السياق حول مؤمن الأنس لا يستشكل بأن المؤمنين أعم من الجن وليس الرسول من أنفسهم (يَتْلُوا) الرسول (عَلَيْهِمْ آياتِهِ) تلاوة ، كما يتلو المعلم الدرس على التلميذ (وَيُزَكِّيهِمْ) يطهرهم من الأدناس الظاهرية بأوامر النظافة وما أشبه ، والأقذار الخلقية والاعتقادية بإرشادهم إلى الحق والفضيلة (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) يفهمهم معانيه ، وهو غير التلاوة (وَالْحِكْمَةَ) وهو علم الشريعة ، أو مطلقا ، بمعنى أنه يعلمهم مواضع الأشياء خيرها وشرها فإن الحكمة كما قالوا : «وضع الشيء موضعه». (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ) أي قبل أن يأتيهم الرسول (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي انحراف واضح في عقائدهم وأخلاقهم وأعمالهم ، فعلى المؤمنين أن يضحوا في سبيل هذه النعمة بكل غال ورخيص ، فما فعلوا يوم أحد كان خلاف الشكر ، وما ضحوا فيه لم يكن كثيرا مقابل هذه النعمة العظمى.
[١٦٦] (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ) أي هل أنتم بحيث لما أصابتكم مصيبة في أحد والحال أنكم في بدر (قَدْ أَصَبْتُمْ) من الكفار (مِثْلَيْها) فإنه قتل منكم في أحد سبعين ، وقد أصبتم من الكفار مائة وأربعين إذ قتلتم منهم سبعين وأسرتم منهم سبعين في واقعة بدر (قُلْتُمْ أَنَّى هذا) أي من أي وجه أصابنا هذا ونحن مسلمون ، وهذه الجملة «أو لما ..» استنكارية أي كيف تستنكرون إصابتكم بأحد والحال أنكم قد أصبتم