يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٥٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا
____________________________________
(يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) يوم أحد الذي التقى فيه جمع المسلمين بقيادة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بجمع المشركين بقيادة أبي سفيان (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ) طلب زلتهم وعصيانهم (بِبَعْضِ ما كَسَبُوا) أي بسبب بعض المعاصي التي كانوا يعملونها فأخذتهم عاقبتها وشؤمها (وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ) بعد ما ندموا ورجعوا (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) يغفر للمذنب إذا تاب (حَلِيمٌ) لا يعجل بالعقوبة بل يمهل المذنب كي يتوب ويئوب.
[١٥٧] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا) اعتقادا ، وهم الكفار الذين لا يدينون بما وراء الغيب ، أو كفروا عملا وهم المنافقون ومن أشبههم (وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ) في العقيدة ، أو في الإنسانية ، حتى يشمل قول الكافرين للمؤمنين وقوله : «لإخوانهم» أي قالوا بالنسبة إلى الإخوان الذين سافروا فماتوا ، أو حاربوا فقتلوا (إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) أي ذهبوا لأجل التجارة ونحوها ، يقال : ضرب فلان في الأرض إذا سافر ، وتخصيص الأرض بالذكر ، لكون السفر غالبا عن طريق البر (أَوْ كانُوا غُزًّى) جمع «غاز» ، أي حاربوا الأعداء : (لَوْ كانُوا عِنْدَنا) مقيمين في أوطانهم (ما ماتُوا وَما قُتِلُوا) فقد حسبوا أن الموت والقتل إنما هما