وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥) بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧٦) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ
____________________________________
حقهم كذا كانوا يقولون وينسبونه إلى كتبهم (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) فإنه ليس ذلك في كتبهم ، بل اللازم أداء الأمانة إلى البر والفاجر (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنهم يكذبون على الله وأن عدم الأداء خيانة ورذيلة.
[٧٧] (بَلى) فيه نفي لما قبله وإثبات لما بعده أي لم يجز الله الخيانة بل أوجب الأداء ف (مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ) وأدى الأمانة التي عنده (وَاتَّقى) من عذاب الله في الخيانة وغيرها (فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) لا الخائنين الكاذبين.
[٧٨] (إِنَ) من يأكل الأمانة ويكذب على الله فقد باع دينه بثمن قليل و (الَّذِينَ يَشْتَرُونَ) بمقابل عهد (اللهِ) الذي هو الكتاب والدين (وَ) ب (أَيْمانِهِمْ) أي أقسامهم الكاذبة التي يحلفون بها لأجل الباطل (ثَمَناً قَلِيلاً) وقد تقدم أن الأمور الدنيوية مهما عظمت فإنها قليلة بالنسبة إلى الآخرة (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) أي لا نصيب لهم من رحمة الله وجنته في الآخرة (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) كلام لطف وحنان وهو كناية عن غضب الله عليهم كما أن من غضب على شخص لا يكلمه (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ) أي لا يعمهم بلطفه وإحسانه وهو كناية أخرى عن