يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ
____________________________________
يعلم حيث يجعل رسالته.
[٧٥] (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) فإن فضله يبتدئ بالخلق وينتهي إلى حيث لا قابلية فوقه.
[٧٦] وقد جمع بعض أهل الكتاب إلى تلك الرذائل السابقة رذيلة الخيانة (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) أي بعض أهل الكتاب ـ والمراد به من آمن منهم كعبد الله بن سلام ـ (مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) أي تجعله أمينا على قنطار من مال لا يخونه بل يؤديه إليك عند المطالبة ، وقد ورد أن عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية من ذهب فأداه إليه فمدحه الله بهذه الآية (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ) أي تجعله أمينا على مال قليل كدينار (لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) عند المطالبة فإن رجلا من قريش استودع «فخاص» دينارا فخانه ولم يرده إليه (إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً) بالضغط والإلحاح والمراقبة (ذلِكَ) الاستحلال والخيانة منهم لأموال الناس بسبب أنهم أي الخائن من أهل الكتاب (قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) أي لا سبيل ولا غضاضة علينا في استحلالنا أموال الأميين أي العرب حيث أنهم خرجوا عن دينهم أي غير الشرك وقد أودعونا حال شركهم فإذا رفضوا طريقتهم إلى الإسلام سقط