وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤) إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ
____________________________________
عمران لما أتت بمريم إلى المسجد اختلفت الأحبار في من يكفلها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم فقال لهم زكريا : أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقال له الأحبار : إنها لو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها التي ولدتها ولكن نقترع عليها فتكون عند من خرج سهمه ، فانطلقوا وهم تسعة وعشرون رجلا إلى نهر جار فألقوا أقلامهم في الماء فأبرز قلم زكريا وارتفع فوق الماء ورسبت أقلامهم ولذا أخذها زكريا (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) في شأنها وأن أيهم يكفلها.
[٤٦] واذكر يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ) مخاطبة لمريم عليهاالسلام (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) أي بولد هو كلمة الله تلقى عليك ويخرج منك بصورة عيسى المسيح عليهالسلام (اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) قيل سمي مسيحا لأنه كان يمسح الأرض ويسير فيها ، وذكر في الكلام أمه دحضا لمن يفتري قائلا : أنه ابن الله ، في حال كونه (وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) أي ذا جاه وقدر وشرف (وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) لله تعالى قرب شرف وجاه لا زمان ومكان.
[٤٧] (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) أي في حال كونه صغيرا قبل أوان تكلم