قالَ كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (٤٠) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٤١) وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ
____________________________________
ليس لها قابلية الولادة (قالَ) الملك في جوابه (كَذلِكَ) أي كالحال الذي أنتما عليه من الكبر والعقر (اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) فإنه قادر على كل شيء.
[٤٢] (قالَ) زكريا عليهالسلام (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) أي علامة أعرف بها وقت الحمل لأزيد شكرا وسرورا أو علامة أعرف بها استجابة دعائي ليطمئن قلبي وأجده محسوسا ملموسا بعد ما وجدته سماعا بالبشارة (قالَ) الملك ، أو الله سبحانه بخلق الصوت في الفضاء (آيَتُكَ) أي الدليل على ذلك (أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) أي لا تقدر على التكلم معهم كلما توجهت إليهم بالكلام يعقد لسانك (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً) بالإشارة باليد والرأس (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً) فإن لسانك لا ينعقد عن الذكر والتسبيح لله سبحانه (وَسَبِّحْ) أي نزه الباري تعالى (بِالْعَشِيِ) آخر النهار (وَالْإِبْكارِ) أول النهار ، من أبكر فهو اسم مفرد لا جمع.
[٤٣] ثم رجع السياق إلى بقية قصة مريم عليهاالسلام حيث كانت قصة زكريا عليهالسلام توسطت في الموضوع لمناسبة (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ) اختارك لعبادته وإطاعته وأن تكوني وعاء لنبيه (وَطَهَّرَكِ) من الآثام والذنوب والأدناس