وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٣٠) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ
____________________________________
تجسم الأعمال كما ذهب إلى ذلك بعض (وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) أي تجد أعماله السيئة حاضرة (تَوَدُّ) تلك النفس العاصية (لَوْ أَنَّ بَيْنَها) أي بين النفس (وَبَيْنَهُ) أي بين ما عملت من سوء (أَمَداً بَعِيداً) أي مكانا بعيدا تشبيه بالأمر المحسوس فكما أن المتباعدين لا يتلاقيان فعلا كذلك لو كان العمل السيئ بعيدا عن عامله (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) حتى تخافوا من عقابه فتتقوه (وَاللهُ رَؤُفٌ) ذو رأفة ورحمة (بِالْعِبادِ) ومن رأفته يحذركم عن المعاصي حتى لا يأخذكم وبالها وعاقبتها.
[٣٢] (قُلْ) يا رسول الله (إِنْ كُنْتُمْ) أيها المسلمون ، أو يا أهل الكتاب (تُحِبُّونَ اللهَ) حقيقة وتصدقون في مقالتكم هذه (فَاتَّبِعُونِي) فيما أمر الله وأنهى (يُحْبِبْكُمُ اللهُ) فإن الله لا يحب إلا من اتبع رسوله في أوامره ونواهيه وإلا مجرد دعوى حب الله بلا شاهد وحقيقة لا يكفي في حب الله تعالى للمدعي (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) فإن من أحسن واتبع الرسول يغفر ذنبه ويمحي سيئته (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بعباده.
[٣٣] (قُلْ) يا رسول الله (أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) وإطاعة الله سبحانه هي إطاعة الرسول لكن ذكر ذلك تعظيما للأمر وإردافا لإطاعة الرسول