وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٢٠) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١)
____________________________________
الحق وإلى طريق مستقيم (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) أن تبلغهم الإسلام وليس عليك إجبارهم حتى لا يتولوا وحتى لا يعرضوا (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) لا يفوته شيء من أعمالهم فهو يجازيهم بكفرهم وميثاقهم كما يجزيهم على إيمانهم وإطاعتهم.
[٢٢] ثم بين سبحانه أن أهل الكتاب كفروا بالله قديما وقتلوا الأنبياء عليهمالسلام ، تسلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا يضيق صدره بتكذيبهم ولجاجتهم (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) فلا يقبلونها بعد وضوحها وعلمهم بها (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ) فإن قتل النبي مطلقا ليس بحق وإنما يأتي القيد إفادة لأنه لا حجة لهم في قتل الأنبياء عليهمالسلام حتى أنه ليس هناك حق مدعى أيضا (وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ) أي بالعدل (مِنَ النَّاسِ) فإن أهل الظلم والباطل الذين تتمثل فيهم القوة غالبا يقتلون من ينهاهم عن ذلك ويأمر بالقسط والعدل (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) وكلمة البشارة استهزاء أو بعلاقة استعمال الضد في الضد كتسمية الزنجي بالكافور والأعمى بالبصير ، أو للمقابلة نحو (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (١) ، فإن
__________________
(١) البقرة : ١٩٥.