فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
____________________________________
في الدنيا بأنواع من البلايا والمصائب كما قال (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (١) وفي الآخرة بما اقترفوا من الكفر والآثام ، والآخرة قريبة جدا فإن «من فاته اليوم سهم لم يفته غدا» قال الشاعر :
ألا إنما الدنيا كمنزل راكب |
|
أناخ عشيا وهو في الصبح راحل |
[٢١] (فَإِنْ حَاجُّوكَ) يا رسول الله وجادلوك في أمر التوحيد بعد وضوح الحجة (فَقُلْ) لهم (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) فأنا لا أعبد إلا الله سبحانه لا أتخذ له شريكا ، وإسلام الوجه كناية عن الإسلام المطلق إذ تسليم الوجه إلى نحو يدل على تسليم القلب وسائر الجوارح (وَمَنِ اتَّبَعَنِ) أي الذين اتبعوني هم أيضا أسلموا وجوههم لله فقط دون غيره (وَقُلْ) يا رسول الله (لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي أعطوا الكتاب السماوي من اليهود والنصارى والمجوس (وَ) قل لل (الْأُمِّيِّينَ) من المشركين الذين لا كتاب لهم وسموا أميين إما لجهلهم نسبة إلى الأم وإما لأنهم من أهل مكة ـ أم القرى ـ (أَأَسْلَمْتُمْ) أي هل أسلمتم وجوهكم لله وحده ـ بلا جدال ولا نقاش معهم بعد ما تمت عليهم الحجة ـ (فَإِنْ أَسْلَمُوا) وتشرفوا بدين الإسلام (فَقَدِ اهْتَدَوْا) إلى
__________________
(١) طه : ١٢٥.