فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠) سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ
____________________________________
[٢١٠] (فَإِنْ زَلَلْتُمْ) تشبيه للذنب بمن يزل له قدم (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ) الأدلة الواضحة على الحق (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ) فلا يمتنع عليه العذاب والعقاب بمن زل (حَكِيمٌ) في فعله ليعفوا عمن يشاء ويعذب من يشاء.
[٢١١] وهنا يعود السياق إلى من تأخذه العزة فيقول سبحانه (هَلْ يَنْظُرُونَ) النظر بمعنى الانتظار أي هل ينتظر هؤلاء المنافقون (إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ) حتى يؤمنوا ويقلعوا عن نفاقهم وكفرهم (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ) ظلل جمع ظلة وهي ما يستظل به من الشمس وسمي السحاب ظلة لأنه يستظل به من الشمس ، والغمام هو السحاب وقد كانت اليهود تزعم أن الله ينزل في ظلل من الغمام وكذلك الملائكة معه ولذا قال : (وَالْمَلائِكَةُ) عطفا على «الله» (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) أي يوم تغيير الكون عن وضعه لا يبقى بعد مجال للتكليف إنما هو يوم القيامة (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ويكون ذلك اليوم يوم حساب وعقاب وثواب ، لا يوم عمل وشغل ، فالآية تشير إلى أساطير أهل الكتاب متهكما ساخرا ، ثم يهدد ويوعد بأن الأمر يقضي فلا مجال بعد التكليف.
[٢١٢] وحيث أشير إلى أسطورة إسرائيلية ، توجه السياق إلى تأنيب بني إسرائيل الذين كانوا يعاندون في إنكارهم للآيات (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) أي أعطيناهم أدلة واضحة ومع ذلك عاندوا