وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٢٠٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨)
____________________________________
الأخنس بن شريق ، كان يظهر المحبة للنبي ويبطن الفساد والنفاق ، ولعل وجه ارتباط هذه الآيات بالحج أن الكلام انتهى هناك حول من يفتخر بالآباء اعتزازا بالنفس وهذا مثلهم في الاعتزاز والاغترار.
[٢٠٨] (وَمِنَ النَّاسِ) أي بعض الناس (مَنْ يَشْرِي) أي يبيع فإن كلا من البيع والشراء يجيء بمعنى الآخر (نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) أي لأجل طلب رضاه سبحانه (وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) يرأف بهم فيجازيهم لعملهم الحسن ، ولعل ذكر الرأفة لأجل أن هذا البيع يحتوي على أخطاء وأضرار ، ففيه تنبيه إلى أن الله رؤف يجنب البائع الأخطار والإضرار ، وهذه الآية نزلت في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام حين نام في فراش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة الهجرة.
[٢٠٩] وحين ذكر أن من الناس من هو منافق ناسب الإرشاد العام فقال سبحانه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) باللسان (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ) مع الله ورسوله في جميع أموركم (كَافَّةً) أي جميعا فاستسلموا للدين في جميع شؤونكم (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) بأن تخالفوا أمر الله سبحانه وتتبعوا أمر الشيطان وما يوحي اليه الهوى (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) أي عدو ظاهر لأنه يأمر بالمفاسد التي ترجع إلى ذهاب دينكم ودنياكم.