بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٦٤) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ
____________________________________
بالإنبات (بَعْدَ مَوْتِها) أي جمودها وركودها (وَبَثَ) أي نشر وفرق (فِيها) أي في الأرض (مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ) تدب وتتحرك على وجه الأرض ، وكلمة «بث» عطف على «أحيا» أي كان المطر سببا لإحياء الأرض ، وانتشار الحيوانات فيها ، إذ لو لا المطر لم يكن للحيوان ماء ، ولا طعام فيهلك ، ولم يبق له نسل (وَ) في (تَصْرِيفِ الرِّياحِ) أي صرفها ونقلها من مكان إلى مكان لتروح وتذهب بالأمراض والعفونات ، وتنقل السحاب من هنا إلى هناك ، ولو كانت الريح راكدة لم تنفع أي شيء (وَ) في (السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فإنه بما يكونه من أطنان من الماء ، يبقى معلقا بين الجهتين ، ويسير إلى كل ناحية (لَآياتٍ) وعلامات دالة على الله ، ووحدته وسائر صفاته (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ويعملون عقولهم في استفادة النتائج من المقدمات والمسبب عن الأسباب ، وينتقلون من العلم بالمعلول إلى العلم بالعلة.
[١٦٦] (وَمِنَ النَّاسِ) أي بعضهم (مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ) أي غير الله (أَنْداداً) جمع ند ، بمعنى الأشباه ، والمراد بذلك آلهة يجعلها شبيهة لله في أنه يعبدها ، وهي الأوثان (يُحِبُّونَهُمْ) أي يحب هؤلاء الناس