وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١)
____________________________________
الدالة على حقية الإسلام ، مما نزلت في الكتب السالفة (وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) أي يكتمون الهدى الذي يرونه ، وإن لم يكن منزلا وبيّنا (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ) يبعدهم عن الخير في الدنيا وفي الآخرة ، بتضييق الأمور عليهم هنا والعذاب هناك (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) الذين يأتي منهم اللعن من الناس والملائكة والجن.
[١٦١] (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) منهم واتبعوا الحق وأظهروه (وَأَصْلَحُوا) ما فسد من عقائدهم وأعمالهم (وَبَيَّنُوا) للناس ما أنزله الله من الهدى والبينات (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) فالتوبة معناها الرجوع ، ورجوع الله بمعنى إعادة الإحسان والرحمة عليهم بعد انقطاعها عنهم بسبب كفرهم وكتمانهم (وَأَنَا التَّوَّابُ) أي كثير الرجوع ، فإن العاصي إذا عصى ألف مرة ورجع ألف مرة قبلت توبته ، إذا تاب توبة نصوحا (الرَّحِيمُ) بالعباد.
[١٦٢] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ولم يتوبوا (وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) بالعقائد الصحيحة (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) فإن الكل يلعنون الظالم ، والكافر ظالم ، فإنه وإن لم يقصده اللاعن