أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧) إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ
____________________________________
الجملة تسلية للمصاب ، إذ اعتراف الإنسان بأن كل شيء له إنما هو لله ، يهوّن ذهاب بعضها ، فإن صاحب المال أخذه ، كما أن اعتقاد الشخص ، بأن الله هو الذي يجازي يهوّن الأمر ، فإن ما فقده سوف يعوّض ولذا من كرر هذه الجملة في المصيبة عارفا معناها متوجها إلى الله سبحانه ، في التسليم والرضا ، يجد برد الاطمئنان في قلبه.
[١٥٨] (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) والصلوات هي العطف ، فإن صلى بمعنى عطف ، وهي من الله التوجه بالبركة والإحسان (وَرَحْمَةٌ) ترحم في الدنيا والآخرة (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) الذين اهتدوا إلى واقع الأمر مما ينفع دنياهم وعقباهم ، فبذلوا ما بذلوا في سبيل الله راضين مرضين.
[١٥٩] وحيث ألمع سابقا إلى الجهاد ، أتى الإلماع إلى الحج ، فإنهما صنوان في التعداد والمشقة ـ في الجملة ـ فقال سبحانه (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ) وهما جبلان قرب المسجد الحرام (مِنْ شَعائِرِ اللهِ) جمع شعيرة ، وهي مشتقة من اللباس الملتصق بشعر البدن ، فكل شيء مرتبط بشيء ارتباطا وثيقا يدل عليه يكون من شعائره ، فالمراد أن هذين الجبلين من الأمور المرتبطة بالله سبحانه ، حيث جعلهما محلا لعبادته بالسعي بينهما (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ) أي قصد البيت الحرام ، والحج القصد (أَوِ اعْتَمَرَ) والعمرة هي الزيارة أخذ من العمارة ، لأن