فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى
____________________________________
إسماعيل عليهالسلام ، أو حول مجابهة نمرود الطاغي (فَأَتَمَّهُنَ) بأن أطاع الأمر كاملا غير منقوص (قالَ) الله تعالى بعد إتمام الكلمات (إِنِّي جاعِلُكَ) يا إبراهيم (لِلنَّاسِ إِماماً) والإمام هو المقتدى ، وحيث أن «الناس» كالجمع المحلى باللام أفاد العموم ، ولا منافاة بين كونه عليهالسلام سابقا نبيا ورسولا ، ولم يكن إماما عاما ، ثم صار كذلك جزاء إتمام الكلمات (قالَ) إبراهيم عليهالسلام سائلا الله تعالى (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) هل تجعل يا رب إماما؟ وهذا طلب المتأدب يأتي به في لسان الاستفهام (قالَ لا يَنالُ عَهْدِي) بالإمامة (الظَّالِمِينَ) وهذا جواب مع زيادة ، إذ المفهوم منه ، نعم أجعل بعض ذريتك ، لكن غير الظالم منهم ، وإنما خص هذا بالذكر ، لبيان عظم مقام الإمامة.
[١٢٦] (وَ) اذكر يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) الحرام بمكة المكرمة (مَثابَةً) بمعنى مرجعا فإن الناس يرجعون إليه كل عام ، والرجوع بمناسبة مجموع الناس ، وإن لم يرجع إليه كل فرد (لِلنَّاسِ وَأَمْناً) فلا يحل القتال فيه ، وإن من التجأ إليه يكون آمنا ، فلا يجري عليه الحد ، ثم صار في الكلام التفات إلى الخطاب قائلا (وَاتَّخِذُوا) أيها المسلمون (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) وهو الحجر الذي كان يضعه إبراهيم عليهالسلام تحت رجله لبناء أعالي الكعبة ، الذي هو الآن بالقرب من الكعبة (مُصَلًّى) أي محل للصلاة ، فإنه تجب الصلاة للطواف