فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦) وَإِذْ قالَ مُوسى
____________________________________
لشعورها بأمنها في هذا اليوم ، فكان اليهود يحتالون لأخذها بإيصال الماء إلى أحواضهم ، فلما تأتي إليها الأسماك يوم السبت سدوا طريقها ، ثم يصطادونها يوم الأحد ، وكان هذا خرقا لحرمات الله (فَقُلْنا لَهُمْ) أي للمعتدين (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) أي مبعدين عن الخير دنيا وآخرة ، فإنكم أيها اليهود الذين شاهدتم هذا المسخ بالنسبة إلى المعتدي منكم كيف تعملون خلاف أوامر الله سبحانه.
[٦٧] (فَجَعَلْناها) أي جعلنا المسخة التي مسخوا بها ، والعقوبة التي عوقبوا فيها (نَكالاً) أي عبرة (لِما بَيْنَ يَدَيْها) أي من كان في زمانهم من سائر اليهود والأمم (وَما خَلْفَها) الذين يأتون من بعدهم مما يسمعون بأخبارهم ، أو يكون معنى «نكالا» «عقوبة» فالمعنى جعلنا المسخة عقوبة للمعاصي التي ارتكبوها مما كانت بين يدي المسخة ، وهو «الاعتداء» وما خلف المسخة من سائر المعاصي التي كانوا يرتكبونها بعد اعتدائهم في السبت (وَ) جعلناها (مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) لئلا يرتكبوا خلاف أمر الله سبحانه.
[٦٨] (وَ) اذكروا أيها اليهود قصة البقرة ، وهي أنهم وجدوا قتيلا لم يعرفوا قاتله ، فرجعوا إلى موسى عليهالسلام ، فأمرهم الله تعالى ، أن يذبحوا بقرة ، ثم يضربوا القتيل بها ليحيي القتيل ويخبرهم بالقاتل ، وكان هذا اختبارا لإيمانهم ، حيث أن كون ضرب ميت بميت موجبا للحياة مما لا يصدقه ضعفاء الإيمان ، ولهذا جعلوا يسألون أسئلة تافهة من موسى عليهالسلام حول البقرة (إِذْ قالَ مُوسى