وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
____________________________________
تقدم مكان أخذ العهد (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) وذلك أن موسى عليهالسلام لما جاءهم بالتوراة لم يقبلوها ، فقطع جبرائيل عليهالسلام قطعة من جبل طور ورفعها فوق رؤوسهم مهددا ، إنهم إن لم يقبلوا التوراة قذفها على رؤوسهم ، فقبلوا قبول التوراة مجبرين ، وقلنا لكم (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) أي بجد ويقين وشدة لا تحيدوا عنه (وَاذْكُرُوا) أي احفظوا واعملوا ب (ما فِيهِ) أي في «ما آتيناكم» وهو التوراة (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي كي تخافون ، فإن العامل بأوامر الله سبحانه يكون خائفا متقيا.
[٦٥] (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) أي أعرضتم أيها اليهود (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الميثاق الأكيد ، فلم تعملوا بما في التوراة ، ولم تتمثلوا أوامرنا (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ) حيث تفضل عليكم بالتوبة (وَرَحْمَتُهُ) بأن رحمكم فلم يؤاخذكم بسيئات عملكم (لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) في الدنيا والآخرة ، فإن من ينسلخ عنه الإيمان يكون من أخسر الناس.
[٦٦] (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ) أي عرفتم أيها اليهود (الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) أي جاوزوا حدود الله فيه ، وذلك أنهم حرم عليهم اصطياد السمك في السبت فكانت الأسماك تأتي وتتجمع في هذا اليوم