وبلطف الباري عزّ وجلّ فإنّنا لم نصل إلى هذه المرحلة وإنّ من سبقنا من السلف قد بذل قصارى جهده في هذا المجال ، ولكن يبدو أنّ بلورة الآراء التاريخية للشيخ المفيد بالشكل الذي جاء في هذا التحقيق قلّ ما اعتني به سابقاً ، وإنّ الضرورة وأهميّة الموضوع الملحّة هي التي كانت قد دعتنا إلى أن نقوم بهذا التحقيق وأن نتطرّق إلى الأسس الفكرية للشيخ المفيد في انتخاب وتحليل الحوادث التاريخيّة ، ومن ضمن استعراضنا لتلك الحوادث التي تعرّض لها الشيخ المفيد استطعنا الوصول إلى الصحيح منها ممّا ارتئاه.
إنّ الغرض من هذا التحقيق هو الإجابة عن أسئلة كثيراً ما تتبادر إلى الذهن حيث يمكن الإشارة إلى بعضها هنا ، وهي كالتالي :
هل كان الشيخ المفيد مؤرّخاً؟
ما هو هدف الشيخ المفيد من وراء طرحه للبحوث التاريخيّة؟
كيف كانت طريقة الشيخ المفيد في طرحه للمواضيع التاريخيّة؟
ما هي المواضيع التي كانت تشكّل أساس المباحث التاريخيّة عند الشيخ المفيد؟
إلى أي حدٍّ استطاع الشيخ المفيد أن يصل إلى هدفه في تدوين التاريخ؟
وفي مقام الإجابة عن هذه الأسئلة نستطيع أن نشير إلى الأُمور التالية :
بالرغم من أنّ الشيخ المفيد له مؤلّفات كثيرة في مجال التاريخ إلاّ أنّه لم يكن مؤرّخاً بالمعنى المصطلح.
إنّ الهدف الأساسي للجهود التي قدّمها الشيخ المفيد في آثاره هو