الرواة ، وكثيراً ما استفاد النجاشي من هذه العبارة في تراجم بعض الرجال(١)وصارت اصطلاحاً له بل لقدماء الأصحاب ، وليس هذا قدحاً للكتاب حتّى يظنّ أنّه خانت في الكتاب يد التحريف وزاد أو نقص فيه ، بل يشمّ منه رائحة المدح بأن اهتمّ كثير من المحدّثين بروايته ، فإنّ مرادهم من هذا الكلام هو مثل ما قاله في كتاب المحاسن للبرقي : «وقد زيد في المحاسن ونقص» ، وذلك من الزيادة والنقصان في أجزاء الكتاب بحسب الرواة ، فإنّ بعضهم لم يرووا جميع الكتاب بل كانوا يروون بعض الأبواب أو الأجزاء على ما احتاجوا إليه.
الطرق إلى رواية كتب ابن أبي عمير :
بتصريح النجاشي فإنّ طرق الأصحاب إلى كتب ابن أبي عمير ـ خصوصاً النوادر ـ كثيرة ، ونحن نذكر هنا الطرق الواقعة في كتب الفهارس حتّى نقترب إلى بحثنا هذا فنقول :
طريق أبي غالب الزراري هو هذا : «رويتها عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير»(٢).
وأورد الصدوق (المتوفّى ٣٨١ هـ) طريقه إلى روايات ابن أبي عمير في المشيخة وهو ما يلي :
«وما كان فيه عن محمّد بن أبي عمير فقد رويته عن أبي ومحمّد بن
__________________
(١) الرجال للنجاشي : ٥٠ / ١٠٧ ترجمة الحسن بن صالح الأحول ، و ٥٠ / ١٠٩ ترجمة الحسن بن الجهم ، و ٥٢ / ١١٥ ترجمة الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام أبي عبد الله يلقّب ذا الدمعة ، و ٥٣ / ١١٨ ترجمة الحسين بن أحمد المنقري.
(٢) المصدر السابق.