وقد باعها في أُخريات أيّامه على مديرية الآثار العراقية والمعارف في شهر رجب سنة ١٣٦٨.
٢ ـ قال في موسوعة العتبات المقدّسة في ذكر هذه المكتبة ـ بعد ما قال في حقّه ـ :
فقد كان السماوي مرجعاً فذّاً في تثمين الكتب القديمة ، ومظانّ وجودها ، بل كان فهرس يحتاجه المؤلّفون ؛ لمعرفة بحوثهم ومواضيعها حين يريدون الإحاطة التامّة بما يبحثون عنه ، وقد جاءته هذه الملكة من إفناء عمره الطويل في جمع الكتب ، والمخطوطات بصورة خاصّة ، وللكتاب في نفسه منزلة ما حاكاها شيء معزّة وحبّاً وتقديساً.
ولقد روى الراوون عنه على سبيل الفكاهة قوله : إنّه عمل قاضياً أكثر من ثلاثين سنة ، وكان يجنّب نفسه الاتّصال بغير أصدقائه الخلّص المنتقين ، وكان يرفض قبول أيّة هدية من أيّ شخص ، حتّى وإن لم تكن له حاجة في المحكمة ، حذراً من أن تشوب حكمه شائبة من العواطف.
لقد قال : لقد حاول الكثير إغرائي بشتّى الطرق فلم يفلحوا ؛ لأنّهم لم يكتشفوا نقطة الضعف في نفسي ، ولو عرفوا قيمة الكتب عندي ، ومنزلتها في نفسي ، لأفسدوا لي برشوة الكتب كلّ أحكامي ..!!
وقد ضمّت مكتبة السماوي أندر النسخ من الكتب القديمة الثمينة.
ومنها : المخطوطة بخطوط أصحابها ، وحين اشترى في شارع آل الشكري ـ بمحلّة العمارة ـ داره ، خصّ الطابق الثاني بهذه الكتب ، ووفّر لنفسه مكاناً فسيحاً للمراجعة والعمل ، وقد استخدم عدداً غير قليل من الخطّاطين في استنساخ بعض الكتب التي لم يستطع أن يظفر بها شراء ؛ لتكون في مكتبته نسخة منها ، كما استعان بعدد من الذين يثق بهم ؛