عبارة : «بإسناده» أو «بالإسناد» ، ومع إمعان النظر في تلك الأخبار نفهم بأنّها أيضاً كانت من الصدوق ؛ وذلك أنّه يروي في موضع بعبارة : «وعن أبي حمزة عن الأصبغ ...»(١) و «وقال زرارة ...»(٢) و «ذكر وهب» أو «قال وهب»(٣) و «وعن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمّد ...» و «وعن أحمد ابن محمّد ...»(٤) فإنّ هذه الأحاديث لم تكن مرسلة بل ذكر الراوندي طريق الصدوق إلى هؤلاء الرجال فيما قبلها بحديثين أو عدّة أحاديث ، أو أرسلها لكثرة تكرار اسمهم في الأسانيد مثل سعد بن عبدالله وأحمد بن محمّد بن عيسى ووهب بن منبه ، لذا لم يحتج أن يكرّر هذه الكلمة (يعني : بإسناده) ، فلابدّ للباحث المحقّق أن يمعن النظر في الكتاب بكمال الدقّة والنظر حتّى يستخرج طرق الصدوق إلى الرواة.
نعم قد جاء في كتاب القصص بعض الأخبار المرسلة بدون أيّ لفظ من الألفاظ السابقة (يعني : بالإسناد ، بإسناده ، في رواية أُخرى ...) ، وأكثر هذه الأخبار وقعت في أوّل الفصول ، ومن المظنون قويّاً أنّها من إضافات الراوندي حيث لم يسندها إلى الصدوق ، وكذا بعض الأخبار التي ذكرها في ذيل بعض الروايات.
ومع هذا وذاك فقد توجد في كتاب القصص بعض الأخبار لم تسند إلى الصدوق وقد وجدناها بعينها في كتاب المجمع عن كتاب النبوّة.
__________________
(١) قصص الأنبياء : ٢١١ / ٢٧٣.
(٢) قصص الأنبياء : ٦١ / ٣٣.
(٣) قصص الأنبياء : ٧٤ / ٥١ و ٥٢ و ٧٥ / ٥٥ و ١٤٥ / ١٥٢.
(٤) قصص الأنبياء : ١٦٩ / ١٩٢ و ١٩٣.