حالاً أو وصفاً أو مدحاً أو الفعل منزّل منزلة اللازم ، كما يلوح من مغني اللبيب : إنّ بعضهم يقول بالوقف هنا ، أي : عيناً مسمّاة معروفة(١).
وعليه ، فهي معترضة ، كما يحتمله السابق ، كما في ما سيأتي من قوله تعالى : (وإذا رأيت ...) الآية ، وعلى هذه يستقيم الرواية على ظاهرها.
ولم يفهم الزمخشري فقال ما قال ... إلى أن قال : إلاّ أن يراد أنّ جملة قول القائل : سل سبيلا ، جُعلت علماً ، كما قيل : تأبّط شرّاً(٢). وهو في محلّه.
وهنالك احتمال آخر به يندفع بعض الإشكالات في وجه تسمية آدم عليهالسلام وغيره من الأسماء العجمية سمّيت ؛ إذ يصحّ في شأنها أن يُقال : سلسبيلاً إليها ، أي : لأنّ لهذا اللفظ قرب اشتقاق من هذا الكلام ، فإنّ للألفاظ تناسباًمع المعاني بالذّات ، مع قطع النظر عن الأوضاع واللهجات ، ثمّ على العلمية ، أمّا الباء العين.
وفيه بُعد من حيث لفظ الآية ، وأمّا لها ففيها التأنيث المعنوي بشرط تحتّمه ، فكان ينبغي أن لا يُصرف ، إلاّ أن يقال : تركيبه الأصلي يوجب حكايته ، كما إذا جعل تأبّط شرّاً علماً مؤنثاً ، لكن يبقى الإشكال على بساطته ، إلاّأن يؤوّل التسمية بالوصف ، وقد مضى وجه آخر.
وفي ف : وقُرِئ على منع الصرف(٣).
وفي الصحاح : عن الأخفش : هي معرفة ، ولكن لمّا كان رأس آية مفتوحاً زِيد فيه الألف(٤). وله وجه.
__________________
(١) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام ٢ / ٥٥٤.
(٢) تفسير الكشّاف للزمخشري٦ : ٢٨١.
(٣) تفسير الكشّاف للزمخشري ٦ / ٢٨١.
(٤) حكاه عن الأخفش الجوهري في الصحاح ٥ / ١٧٢٤ «سبل».