وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُول حَسَن)(١) ، ولقوله تعالى : (إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)(٢).
رواه البخاري في أواخر الجزء الثاني من صحيحه ، ذكره في باب مناقب قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ كرّره بعد عدّة أوراق في باب مناقب فاطمة عليهاالسلام(٣) ، وهكذا هذا الحديث :
حدّثنا أبو الوليد ، حدّثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسوّر بن مخرمة : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني»(٤).
ثمّ لا شكّ إنّ عمر أغضبها في أمر فدك ، وحين أمر قنفذ فضرب على بطنها الشريفة الباب فأسقط جنينها محسناً.
وممّا يدلّ على بطلان مذهبهم : اعتقادهم بمعاوية وعائشة بحيث يسمّونهما بخال المؤمنين وأُمّ المؤمنين(٥) ، مع معاداتهما في صفّين والجمل لأمير المؤمنين عليهالسلام بالتّواتر ، فجمعوا بين الاعتقاد بهما وبه عليهالسلام في الجملة ، وهل هذا ـ مع قطع النظر عن بطلانهما بثبوت حقّيته عليهالسلام ـ إلاّ تناقض؟!
وفي وجودهما لطف في السوق إلى الحسن والزجر عن القبيح ، وبهذا الاعتبار تشتمل الآية على ظاهر الامتنان كالسوابق ، مع ما فيها من
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٣٦ ـ ٣٧.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ٤٢.
(٣) اُنظر صحيح البخاري ٥ / ٥٥ ح ١٢٦ و ٥ / ٩١ و ٥ / ٩٢ ح ٢٠٩.
(٤) اُنظر صحيح البخاري ٥ / ٥٥ ح ١٢٦ و ٥ / ٩١ و ٥ / ٩٢ ح ٢٠٩.
(٥) اُنظر رسائل المرتضى ٤ / ٦٥ ، وتفسير ابن كثير ٣ / ٤٧٧.