وَصْفُ الْكِتَابِ :
تتبيّن لنا بعض مواصفات تأليف الأصل من فحوى عبارات المؤلّف وبعض عبارات القدامى ممّن وصل إليهم الكتاب ، وهي كما يلي :
أَجْزَاءُ الْكِتابِ :
يفهم من جملة النصوص المذكورة سابقاً أنّ حجم هذا الكتاب كان
كبيراً ، ولذا جزّأه الصدوق في أربعة أجزاء ، فإنّه روى في كتاب الخصال خبراً في المستهزئين برسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال في آخره : «وقد أخرجته بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوّة»(١).
وبما أنّ المروي يرتبط بأحوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا بدّ من ذكره في آخر أجزاء هذا الكتاب على ترتيب الأنبياء ، كما أنّ الراوندي أيضاً ذكره في الباب العشرين وهو آخر أبواب كتابه ، فالكتاب كلّه في تقسيم المؤلّف في أربعة أجزاء.
كما أنّ ابن طاوس يروي خبراً في كتاب إقبال الأعمال حول حمل سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أواخر الجزء الرابع من كتاب النبوّة(٢) ، وكذلك ابن حاتم الشامي يروي خبراً حول جيش إبرهة وتكلّم عبدالمطّلب معه من الجزء الرابع منه.
ومع هذا صرّح الحافظ ابن شهر آشوب المازندراني في معالم العلماء
__________________
(١) الخصال : ٢٨٠ / ذيل الحديث ٢٥.
(٢) إقبال الأعمال ٣ : ١٦٢.