بذكر القصص والتواريخ ، وكذلك من تصريح شيخنا المؤلّف حين الإحالة إلى كتابه هذا ، فإنّه قال في بعض كتبه ـ كما سلف منّا ـ :
«لم أحبّ تطويل هذا الكتاب بذكر القصص ، لأنّ قصدي كان بوضع هذا الكتاب على إيراد النكت ، وقد ذكرت القصص مشروحة في كتاب النبوّة»(١).
وقال أيضاً : «وقد أخرجت قصّتهم في كتاب النبوّة»(٢).
وكذلك قال أمين الإسلام الطبرسي في قصص نبيّ الله نوح على نبيّنا وآله وعليه السلام : «وكان من قصّته ما رواه أبو جعفر بن بابويه بإسناده في كتاب النبوّة»(٣).
وبالجملة : إنّ الموضوع بذاته له أهميّة بالغة من الناحيّة العقائديّة والفكريّة ممّا دعا مؤلّفنا إلى التأليف فيه ، والذي تصدّى له شيخنا المؤلّف فيه ـ كباقي كتبه ـ يُعدّ من الأمور المهمّة في مجال المعارف الإسلاميّة ، من جهود الأنبياء في إرساء دين الله عزّ وجلّ وصبرهم على الأذى في جنب الله تعالى المنبئة عن سامي مرتبتهم وجليل منزلتهم وإثبات نبوّتهم وغير ذلك من الفوائد الكثيرة التي ليس هنا مقام بيانها.
وعلى كلّ حال فإنّ كتاب النبوّة هذا من أوائل الكتب المؤلّفة في هذا الموضوع ، فهو عريق في القدم من الناحيّة التراثيّة.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٣١ / ٢٢٧٩.
(٢) كتاب الخصال : ٤٩٢ / ذيل الحديث ٧٠.
(٣) مجمع البيان ٤ : ٢٨١.